أن الموت حق لكل أنسان , و لكن هناك أشخاص عند موتهم تتحرك الصدمة في عقول و قلوب المحيطين و هذا شي طبيعي علي المستوي الشخصي و لكن هناك من يعيشون للمجتمع و تتحرك نتاجات أعمالهم خدمة للناس و للوطن.
فعند فقدانهم تتضاعف الصدمة و يكبر الحزن و تزداد المصيبة.

و لعل أن المرحوم الدكتور جعفر بهبهانبي هو أحد هؤلاء العمالقة الذين أفادوا الساحة العلمية الكويتية بالخصوص و العالمية بالعموم في الجانب التخصصي الذي أحبه فأنطلق مبدعا فيه أينما أبداع , و لعل أمتلاء قاعات المحاضرات بالطلبة و الطالبات لهو أكبر دليل علي مقدار الكاريزما الشخصية التي أحتلها الراحل الكبير في قلوب تلاميذه.

و هم الان من يعيشون الصدمة لفقدانه ناهيك عن أسرته الكريمة , فهو الانسان الصحي في سلوكه فلم يدخن قط و الرياضي في عاداته و هو ممارس للرياضة بشكل يومي و العلمي في تحليلاته و نظرته الي الامور و الوطني في تعاملاته في الشأن الكويتي و الاخلاقي في تصرفاته.

و لعل من غرائب الامور أن للمرحوم جعفربهبهاني محاضرة بأسم الموت يشرح فيها التفاعلات النفسية عن الموت و لعل من المفارقات أن يوم وفاة والدته كان هو نفس اليوم الذي يقدم فيها هذه المحاضرة , و لست أعرف من سيقدم هذه المحاضرة الان في كلية الطب , في مفارقة غريبة لآن من يقدم محاضرة الموت قد مات.

و ترك في قلوبنا حزنا عميقا للأمانة فقد فقدت الكويت أحد رموزها للحق و الحقيقة و للـتاريخ كما فقدت سامي المنيس و أحمد الربعي فقد فقدت الان الدكتور عالم النفس الكبير جعفر بهبهاني , رحمة الله عليه.

عندما و دعنا جعفر فقد فقدنا الانسان و فقدنا العالم الكبير , نسأل الله أن يكون مثواه الجنة , و نطلب من أصحاب القرار أن يعيشوا المسئولية في أقامة التكريم الذي يستحقه هذا المبدع الكويتي .


الدكتور عادل رضا