تأويل حديث الغدير.
من عرف الله حق معرفته ونزهه من أن يتصف بصفات المخلوقين ووحده حق التوحيد ومن عرف رسول الله صلى الله عليه وآله وحكمته لا يلجأ للتأويل فالحديث واضح وصريح بخلافة الامام علي عليه السلام وان المراد من المولى هو الأولى به بعد النبي كما فسر ذلك رسول لله صلى الله عليه وآله عندما قال وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأقول ماقاله السيد عبد الحسين شرف الدين في المراجعة 58 من كتابه المراجعات حيث قال : ماذا لو سألكم فلاسفة الاغيار عما كان يوم الغدير ولماذا منع الألوف يومئذ عن المسير ؟وعلى ماذا حبسهم في تلك الرمضاء الهجير ؟وفيم اهتم في ارجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعا في ذلك العراء على غير كلاء ولاماء ؟ثم بعد ذلك خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون ثم يأمرهم ليبلغ الشاهد الغائب.... وما هو المقتضى لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابة ؟ آذ قال يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأني مسؤل وأنكم مسؤلون ؟ وأي أمرا يُسأل عن تبليغه وتُسأل الأمة عن طاعته ؟ ولماذا سألهم فقال ألستم تشهدون أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ولماذا اخذ حينئذ بيد علي فرفعها إليه حتى بان بياض أبطيه فقال ياءيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ؟ ولماذا فسر كلمة إني مولى المؤمنين بقوله وأنا أولى الناس بهم من أنفسهم ؟ ولماذا قال بعد التفسير فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه أو من كنت وليه فهذا علي وليه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ؟ ولماذا خصه بهذه الدعوات التي لايليق لها ألا أئمة الحق وخلفاء الصدق ؟ ولماذا قرن العترة بالكتاب وجعلهم قدوة لأولي إلا لباب يوم الحساب ؟ وفيما هذا الاهتمام العظيم من النبي الحكيم ؟ وما هذه المهمة التي احتاجت كل هذه المقدمات ؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي أمر الله تعالى بتبليغه وقال ياءيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وأي أمر يخشى النبي تبليغه ويحتاج إلى عصمة الله من أذى المنافقين ؟ا
أكنتم بالله تجيبون بان الله عز وجل ورسوله إنما أراد بيان نصرته وصداقته ليس إلاّ . فلا يرضى بهذا الجواب من ينزه الله تعالى وعرف الني صلوات الله عليه واله حق المعرفة وانه سيد الحكماء وينزه أفعاله وأقواله من أن تزدري بها العقلاء وينتقدها الفلاسفة والحكماء فماذا نقول لو سألونا أهذه حكمة نبيكم ؟ أذا فلا ملجأ للتأويل والنص واضح وصريح ومن يلجأ إلى ذلك فهو أما جاهل أو معاند ومستكبر أو غير عاقل .
امامن لايعرف الله حق معرفته ولا ينزهه عن أن يتصف بما تتصف به مخلوقاته فيجعل له جسما فيه يدين ورجلين جل وعلا علوا كبيرا وسبحان الله عما يصفون فمثل هذا لاكلام لنا معه الآن بل نقول له اذهب واعرف ربك حق المعرفة وراجع عقيدتك في التوحيد ثم اعرف نبيك حق معرفته وانه لاينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى وانه دار الحكمة, ثم بعدها تعال نتحدث معك عن المذاهب ومن هو الممثل الحقيقي لرسول الله والمؤدي عنه حتى نتبعه أما انك تجعل لله جسما وتحده بحدود بدايتها الرأس ونهايتها الرجلين فأنت تشرك بالله لأنه من جعل له حدود فإلاهُهُ محدود ومن حده فقد عده فجعل له ثان وهذا الشرك بأم عينه, فمن جعل له حدود فما هو خارج عن تلك الحدود محيط بالله واكبر من الله والله اكبر, ومن جعل له حدود وضعه في مكان يحل فيه وهنا خلت منه باقي الأمكنة فأستغفر الله ....