#1 08-07-2004, 11:28
الغريب
Moderator تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,179


جواز لعن محمد حسين فضل الله

--------------------------------------------------------------------------------

بسمِ اللهِ تعالى
اللهُمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد

يتساءل البعض عن جوازِ لَعْن "محمد حسين فضل الله " بسبب عقائده .
وليس لنا إلا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام أيّ أمْر أَدْلى فيه أهل البيت-عليهم السلام- بدلْوِهم ، فنكتفي باتّباعهم وعدم تجاوزهم حتى لا نهلك .

*من المراد بـ (من عنده علم الكتاب )عند (فضل الله) ؟

-يقول محمد حسين فضل الله :
( ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ فهو -الله تعالى- الذي يعلم صِدْق ما أقول مما ألهمني إياه، وأوحى إليَّ به، فارجعوا إلى وجدانكم الصافي بعيـدًا ‏‏عن كلِّ تعقيدات الهوى والأنانية والبغضاء.
﴿وَمَن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ الذي أنزله على موسى ‏‏وعيسى، مما يشهد بصدق رسالته، لأنَّ الكتاب جاء مُبَشِّـرًا به ومصدِّقـًا لرسالته. وقد يستوحي ‏‏الإنسان من هذه الفقرة قوةَ التحدي وثبات الموقف، عندما يضع أهل الكتاب الذين تخصَّصوا في ‏‏معرفته وَجْهـًا لوَجْه أمام هذه الحقيقة، ليُخرجِوا الكتاب أمام الناس ، ليكون الحُجَّةَ الدامغةَ في صِدْق ‏‏دعواه وصحة رسالته). 1

* من هم أهل الذكر عند (فضل الله) ؟

ويقـول :

( ﴿فَاسْأَلُوا أَهلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ‏فهذا ‏هو طريق الحصول على المعرفة في شأنِ ما لا سبيل إلى تحصيله ذاتيـًّا منها، حيث قد ‏يتوجَّب ‏الرجوع إلى أهل الاختصاص لأنهم يملكون الإحاطةَ بالأشياء بكلِّ دقة، ويستطيعون ‏توضيحَ كثير ‏من خفاياها ومشاكلها.‏

------------------------------------
1 - من وحي القرآن : ج13 /ص 71‏


لهذا كان من الضروري للذين يؤمنون بالنبوة من حيث المبدأ وبالأنبياء في التاريخ الذي ‏‏سبقهم، ويُثيرون الشكَّ في نبوة محمد-صلى الله عليه وآله- لأنه لم يَقُمْ بما اقترحوه عليه من ‏‏معجزات، ولأنه ليس مَلَكَاً من الملائكة، أن يسألوا أهلَ الذكر ممَّن اختصوا بالعلم في الكُتُب ‏السماوية، ‏وعرفوا تاريخ الأديان وتاريخ الرسل ، ليُعلِّموهم ما لم يعلموا من خصائص الرسول ‏الذاتية، ليعرفوا أنَّ ‏محمدًا-صلى الله عليه وآله- لم يكن بدعـًا من الرُّسل، فلماذا يطلبون منه ما لم ‏يكن في غيره، إذا كانت ‏طبيعة الرسالة لا تفرض ذلك، ولم يكن الرُّسل السابقون قد فعلوا ‏ذلك؟) 2

ويقـول أيضـًا :

(﴿فَاسْأَلُوا ‏أَهْلَ الذِّكْرِ ‏إن كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ العلماء بالكتاب الذي أُنزل على النبيين ، في ‏علمهم ‏واطلاعهم ومعرفتهم بالرسالات، فذلك هو سبيل العلم بما يجهله الناس). 3



وعلى هذا ، تكون النتيجة :أنّ (فضل الله) يعتبر أنّ المراد هو أهل الكتاب-اليهود والنصارى- في كِلتا الآيتَيْن .

وقد ثبَتَ عن المعصومين من أئمة الهدى-عليهم السلام- أنّ أهل الذكر هم الراسخون في العلم ،وهم مَنْ عندهم علم الكتاب ،وهم الصادقون والشهداء على أعمال الخلائق . . إلى غير ذلك مما ثبت بالقرآن الكريم ، وبالطُرُقِ الصحيحة عنهم-صلوات الله وسلامه عليهم- .

وبالتالي هناك تطابق بين مقام ( أهل الذكر ) ،ومقام (الراسخون في العلم) ،ومقام(مَنْ عنده علم الكتاب) وغيرها . . مما وُصفوا به في كتاب الله-تعالى-.

والآن أعرض روايتَيْن جليلتَـيْن صحيحتَيْن عن أهل البيت-عليهم السلام- :

---------------------------------
2 - من وحي القرآن : ج13 /ص 232
3 - من وحي القرآن : ج15 /ص 192


الرواية الأولى: روى محمد بن الحسن الصفّار في البصائر ، والعياشي وعلي بن إبراهيم القمي في تفسيريهما، والكليني ‏‏في الكافي، بإسنادهم عن بريد بن معاوية قال:
( قلْتُ لأبي جعفر-عليه السلام-: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ ‏‏شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب﴾ ؟4
قال-عليه السلام-: إيّـانا عنى، وعليٌّ أَوَّلُنـا، وعليٌّ أفضلُنـا وخيرنا بعد ‏‏النبي-صلى الله عليه وآله وسلّم-‏) .5


معنى ذلك : أن المقصود -بعد ثبوت التطابق في تلك المقامات- من تلك الآيات الكريمة هم أهل البيت-عليهم السلام- دون أهل الكتاب ، وعلى ذلك أجمعت نصوص أهل البيت-عليهم السلام- ، مع أنَّ الأمر لا يحتاج إلى رواية لمن فسّر القرآن على طريقة أهل البيت-عليهم السلام- ، ((إذ هل يعقل أن تكون الشهادة على صحة الرسالة من أناس لم يؤمنوا بنفس تلك الرسالة !!؟علمًا بأنّ القرآن الكريم كثيرًا ما يصف أهل الكتاب بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ويتلاعبون به ويأكلون أموال الناس بالباطل )) ؟!


الرواية الثانيـة: روى الصفّـار عن أحمـد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن المعـلى عن أبـي عثمـان عن المعلى بن خـنيس عن أبي عبد الله-عليه السلام- في قـول الله -تعالى-:﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ 6 ، قال: هم آل محمد .
فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال: هي في أهل الكتاب ، قال-الراوي-: فلعنه وكذبه7 ) .



ها هو (فضل الله) يقول عَيْنَ ما قالـه (الكلبي) الذي ورد اسمه في الروايـة الثانية ، وما كان من الإمام-عليه السلام- إلا أنْ لعنه وكذّبه!

---------------------------------
4 - الرعد:43
5 - الكافي: ج1/ص229/ح6،، بصائر الدرجات: ج5/ص234-235/ ب1/ح12
6 - النحل: من الآية43
7 - بصائر الدرجات: ج1/ص61/ب19/ح15


فهو -فضل الله- مشمول إذًا لهذا اللعْن والتكذيب من قِبـل مولانـا صادق أهل البيت-عليهم السلام-:

* هل يكون (فضل الله) سنيًا ؟

ليس الشيعة وحدهم من يقولون ويثبتون ذلك لأمير المؤمنين-عليه السلام- وأهل البيت-عليهم السلام- :

° فقد أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلّم- قال بأن قوله-تعالى-:﴿وَمَن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾8 نزل في علي بن أبي طالب .

° والطبري في تفسيره بإسناده عن أبي بشر قال: ‏‏قلت لسعيد بن جبير:﴿وَمَن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ 9 أهو عبد الله بن سلام؟ قال: هذه السورة مكيَّة، ‏‏فكيف يكون عبد الله بن سلام

° وعن السيوطي في الدر المنثور: أنه أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر ‏وابن ‏أبي حاتم والنحاس في ناسخه. وقال أيضاً: وأخرج ابن المنذر عن الشعبي قال ما نزل في ‏عبد الله بن ‏سلام شيء من القرآن. 10

وعبد الله بن سلام من أهل الكتاب وهو المقصود عند من يقول بأن المراد من الآية أهل الكتاب .

هذا بالإضافة إلى الكثير من الأقوال النافية لكونها نازلة في حق ابن سلام ،والمثبتة لنزولها في حق أمير المؤمنين علي-عليه السلام-.

------------------------------------
8 - الرعد:43
9 - الرعد:43
10 - شواهد التنزيل : ج1ص 399‏‎ ‎إلى405، نظم درر السمطين ص20، تاريخ ‏مدينة دمشق : ج41 ص 184ـ 185، ‏ ينابيع المودة : ج 1ص 304


فإذا لم يكن قول (فضل الله) موافقــًا لكلام أهل البيت-عليهم السلام-، ولم يكن موافقــًا لكلام بعض السنة ، فهل يكون موافقـًا للبعض الآخر الناصبي من السنة ! الذين حاولوا إبعاد الكثير من الآيات عن علي-عليه السلام-!؟ وإثباتها لغيره بُغْضًا وكُرْهًا منهم وعدوانًا !؟


اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد



أبو حفص : الكلبي غير الثقة .
__________________
لا إله إلاّ الله حصني