نتابع الموضوع:

في الحلقة السابقة، ماعبرعنه الشعرالشعبي، كإعلام مضاد لإعلام صدام، قد تحقق على أرض الواقع، حيث هرب صدام كالجرذليختبء في حفرة أوساخ وقاذورات(صدام جدام الزلم، مهزوم ولة شرادة) وأيضا حوكم وأعدم( على إعدامك شعبنا عاكد النية). وهكذ طويت صفحة البعث وإلى الأبد، وإن كان تبعات تلك الحقبة المظلمة، تحتاج لبعض الوقت والصبروالتضحيات، بسبب طول فترة المسخ التي عاشهاالعراق، تحت حكم البعث.

الشوشرة والصخب والتذمروالأسى، الذي ساد العالم العربي، بعد إعدام صدام، رغم كل المصائب والفضائع التي أرتكبها تجاه شعبه، وتجاه شعوب المنطقة، لايمكن أن يفسرإلابسبب إنتماء الشريحة ألتي أعدمته من العراقيين، إلى الطائفة الشيعية، مع إن من حاكمه وحكم عليه بالأعدام قاضي سني كردي.

وهنايطرح التساؤل التالي:

لم الحساسية الشديدة من الشيعة، كمدرسة إسلامية؟؟ وقبل الإجابة على هذاالتساؤل، يطرح تساؤل آخروهو، لم موضوع الدين حساس عندالفرد؟؟ وخاصة العربي أوالشرقي!! ولم ظهرت مقولة، الأنسان حساس لكل من يتقرب من دينه أوماله، أوعرضه؟؟ وهذه المقولة تظهربإن الدين عزيز وغالي على الإنسان، مثله مثل المال والعرض.

المال يمنحك الغني وبلهنية العيش، والعرض يكسب الشرف والإباء والمنعة، لكن ماذا بالنسبة للدين؟؟

العربي بطبيعته حالم، والحالم يعيش الخيال، وليس واقع الحال، وقدإنعكس خيال العربي في شعره، لينحودائماإلى الإطناب والمبالغة، في وصفه ومديحه وغزله، وهنالب المشكلة. وعندماأتغزل بمحبوبتي هند، لأقول فيها:

نورهند، فاق حتى نورشمس.........في عيوني كل شئ صاروردي.

أكون قد بالغت وأطنبت كثيرا، فمن شدة هيامي وولعي بمحبوبتي هند، أطنبت في وصف جمالها، لأجعله يتفوق حتى على نورالشمس. وهذاهوالخيال المجنح والبعيد عن الحقيقة. وكم روت لناقصص الحب من مبالغات يشيب لهاالراس، فقيس بن الملوح جن بحبيبته ليلى، ليعرف بمجنون ليلى. وجميل بن معمر، أكثرمن شعره بحبيبته بثينة، ليعرف بجميل بثينة....وهكذا.

مجردالجمال عند المرأة، باب من أبواب جنون الرجل بها، فكيف بالمبدأ الذي يبشرك بنعيم مالم عين رأت، ولاأذن سمعت؟؟ لذلك عد الهوس الديني نوع من أنواع الجنون عندالبشر، لذلك يجب أن نتفهم كيف يقدم الشاب الإنتحاري، وهوفي مقتبل العمر، للتضحية بنفسه، وإنهاء حياته، في سبيل دينه.

فإذن لب المشكلة، يكمن في طبيعتناكشرقيين حالمين نعيش الخيال، ونبتعد عن واقع الحال.

بكل أسف نحن نعيش الدين بخيالناوأحلامنا، وليس بواقعناالمعاش. بكلمة أخرى نحن لانعيش الدين كواقع، بل نعيشه بعالم بعيد وتابع. ومن هناظهرت عندناالإزدواجية في التصرف. نقول وندعي شيئ، ونعمل شئ آخر!!! ندخل على بعضنا بسلام عليكم، وكل منا يحمل في قلبه الأحقاد والأضداد!! نخاطب بعضنا، ب:لالا أخي شكرا!! أو: روح أخي روح!! ولايراجع الفرد منا نفسه ليسألها:كيف لالاأخي وهوأخوك؟؟ وكيف روح أخي روح، وهوأخوك؟؟

قيم الإسلام، وسنة الرسول(ص) ماهكذاتعلم المسلم معاملة أخيه المسلم الآخر، بل تحث على التوادد والتراحم بين المسلمين، لكن المشكلة الصحابة الذين كانواالأقرب لزمن الرسول(ص) صاحب الرسالة، تشاتموا وتلاعنوا بل وذبحوابعضهم بعضا، ونحن ورثناهكذا سنة من صحابة، بمجرد غياب نبيهم ذبحوابعضيهم!!.

لم يحدثناالتاريخ بإن صحابيان إقتتلا، في زمن الرسول(ص)، إذن ماهوالسر، في حصول كل تلك المآسي بعد غياب نبي الرسالة؟؟ ألا يفسرهذا بإننا ندعي الإسلام إدعاءا، ولكن حقيقة نحن أبعد مانكون عن إسلام محمد(ص).

حصل تغيرفي دولة إسلامية، كانت شرطي الخليج وراعية مصالح الطاغوت الأمريكي في المنطقة، فماهوموقف دولنا من ذلك التغير؟؟ لم تحسس العرب من ذلك التغير؟؟ وأعتبروه نذيرشؤم على المنطقة!!! إيران كانت بدون جيش ومفككة،والفوضى تعمها. فأستغل الوضع الإنتهازي المعدوم صدام، ليجرب حظه في أن يصبح زعيم العرب في المنطقة، وأجتاح حدود دولة إيران الشرقية، لتسانده كل الدول العربية عدا سوريا وليبيا، فيدخل المنطقة كلها في إختلال ولاحقا إحتلال، ومن ثم ليحفرقبره بيده.

من حاول الإجهازعلى الثورة الإسلامية في إيران، إنتهى إلى مزابل التاريخ، ولازالت إيران الإسلام قوية وتمارس الندية لأعتى قوة في العالم. فلم محاربتها والتحذيرمنها؟؟ أليست من ساعدالشعب اللبناني في إسترداد أرضه في الجنوب؟؟ أليست من وقفت مع الشعب اللبناني، ممثلا بحزب الله ليفشل المشروع الصهيوني/الأمريكي؟؟ أليست من وقف مع الحق الفلسطيني؟؟ لم الخوف من إسلام إيران؟؟ يعني بماذايختلف إسلام إيران، عن سائرإسلام بقية المسلمين؟؟

بينافيماسبق التهريج الإعلامي، بنعت التوجه الإسلامي في إيران، بالصفوية المجوسية، ويقصدون به التوجه الإسلامي الشيعي ولاغير.

فإذن كل الشوشرة والصخب الإعلامي، بسبب توجه إيران الإسلامي، ولكون إيران شيعية المذهب، أصبح توجههاالإسلامي الشيعي صفوي مجوسي!!!!

بعدإنتصارالثورة الإسلامية في إيران، وإنتصارحزب الله في لبنان، في مجابهاته مع العدوالصهيوني، تشيع الكثيرلنهج آل البيت(ع)، وعلى طول إمتداد العالم الإسلامي، وخاصة العالم العربي،لترتفع الصيحات والتخوفات من الوضع الجديد، وخاصة من شيوخ الوهابية، العدواللدود للشيعة والتشيع.

تفضل قارئ الكريم، إقرأكلام الشيخ ممدوح الحربي عن إلتشيع وإنتشاره في العالم العربي:

وللموضوع بقية: