ليلة وفاة الامام الخميني ( مقالة لمحمد علي أبطحي)
13 ربيع الثاني 1425
ليلة وفاة الإمام الخميني
کنت نائب الشؤون الدولية في وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي سنة 1368 للهجرة الشمسية. قصدت زيارة لبنان لأول مرة. کان الإمام في المستشفي. إتصلت إلي سيد خاتمي و خبرته بأنني أريد الذهات إلي لبنان. وافق و هو في شک. قال إن صحة الإمام ليست جيدة. قر الرأي علي أن أذهب و أرجع بسرعة. کان سيد محسن آرمين مستشارنا الثقافي في لبنان. و کانت أيام حرب لبنان أيضا. کانت أمامنا زيارات مع بعض المسؤولي الحزبي و أيضا رجال الدين. کان قد أتي سماحة السفير تلک الليلة إلي مکتب الإستشارية. کان سيد شمس الواعظين مسؤولا لقسم دراسات السفارة. کنا نتناقش عن القضايا السياسية. کان ليلا و سمعنا صوت الأدعية من أجهزة تکبير الأصوات في المدينة. لم يکن لدينا نحن المسؤولين الرسمية أي نبأ. دعي محسن آرمين حارس المکتب. رأيته دخل باکيا. قال إن الأذاعة أعلنت بأن صحة الإمام ليست جيدة. أدعوا له. قد فتحت أجهزة تکبير الأصوات في المساجد بهذا السبب و الناس يذهبون إلي المساجد في هذه الساعة من الليل.
نحن مسؤولي الحکومة و نوابها للجمهورية الإسلامية کنا دون أي خبر و الناس يدعون لسلامة الإمام في مساجد بيروت. کانت هذه المودة غريبة بالنسبة لي. جلسنا لمدة ساعة کي نتصل إلي طهران و الخط لم يفتتح بسهولة.
نجحنا أخيرا في الساعة الواحدة أو ثانية بعد منتصف الليل کي اتصلنا إلي بيت محمد علي إيزدي الذي کان رئيس دائرة بث الخبر في الإذاعة و التلفاز آنذاک. سألناه: ما الأخبار؟ کان من المفروض أن لا ينتقل خبر وفاة الإمام إلي خارج البلاد تلک الليلة ولکن قال: قد توفي الإمام و ثم إنقطع الخط.
کانت ليلة صعبة لنا و نحن من عشاق الإمام. قد بکينا حتي الصباح و جهزنا السفارة بمشارکة جميع الأصدقاء و المسؤولين لحضور المسؤولي لبنان الرسميون و الحزبيون.
يوم التالي عندما انتشر الخبر؛ حضروا رؤساء أحزاب لبنان کلهم و هم کانوا في تلک الأيام في حرب رسمي مع بعض. کان منظرا من عظمة الإمام. قد عدنا إلي إيران مساء ذلک اليوم مع جمع کثير من اللبنانيين الذين کانوا ذاهبين إلي إيران للعزاء. ما أصعب کان تلک أربع و عشرين ساعة. إن الإمام کان کبيرا في الدنيا حقا.
