وكيل المرجع بشير النجفي: من يمارس القتل والإفساد للتعجيل بعودة الإمام المهدي آثم وكاف
الاهرام المصرية
وكيل المرجع الشيعي بشير النجفي لـ الأهرام: من يمارس القتل والإفساد للتعجيل بعودة الإمام المهدي آثم وكافر وأمريكا أساس الفتنة بالعراق
أجرى الحوار فى النجف الأشرف ـ محمد الأنور، الأهرام
http://www.ahram.org.eg/archive/2006/7/25/43695_30m.jpg
مراسل الاهرام فى اثناء حواره مع وكيل المرجع الشيعى
مع استمرار عمليات القتل الجماعي والاقتتال علي أسس مذهبية وتصاعد هذه العمليات في مختلف الأنحاء العراقية وبصفة خاصة بغداد, كان لابد من الاطلاع علي رأي المرجعية الشيعية في النجف الأشرف ومعرفة موقفها من هذه العمليات وغيرها من القضايا في وقت بات فيه العراق قاب قوسين أو أدني من الحرب المذهبية الأهلية, وباعتبار أن النجف تضم المرجعيات الشيعية العراقية الأربع, هي: السيد علي السيستاني, ومحمد سعيد الحكيم, والشيخ بشير حسين النجفي, والشيخ محمد إسحاق الفياض.
وكون المرجعيات الشيعية العليا الأربع لا تقابل وسائل الإعلام مباشرة إلا من خلال وكلاء توكلهم للحديث باسمها أو بالإجابة علي أسئلة كتابية بصورة مختصرة, فإن الأهرام تمكن من الحصول علي بعض الأجوبة التي تطرح نفسها علي ذهن القارئ فيما يتعلق بالحالة العراقية المشتعلة من الشيخ علي نجل المرجع الديني الشيعي بشير النجفي الذي وكل بالحديث لـ الأهرام نيابة عن والده.. وكان لنا معه هذا الحوار:
* ما هو رأي المرجعية في مسألة المصالحة الوطنية في الوقت الذي تزداد فيه عمليات العنف المذهبي وتتصاعد في بغداد وغيرها؟
ــ سماحة المرجع لم يدل بأي تصريح بخصوص قضية المصالحة الوطنية المطروحة, ونحن نأمل من كل جهة تكون قضيتها وغايتها وقف نزيف الدم العراقي وتكون في مصلحة هذا البلد, نحن نرحب بها علي ألا تكون سببا وأداة لظلم أو جلب للظلم والقتل وزيادتهما علي أبناء هذا الشعب.
* ماذا تقصدون بزيادة الظلم والقتل؟
ــ يعني عندما يترك أشخاص مطلوبون وقاموا بجرائم ويطلق سراحهم بدون قيد أو شرط أو يتركوا لعدم كفاية الأدلة فنحن نتخوف من أن تكون المصالحة هكذا, ومن جانب آخر, هناك وعود ضمن المصالحة بأن يعوض المتضررون والمهجرون, ونحن لا نحذر من المصالحة, ولكن من بعض ما يمكن أن يكون ضمنها ومنها ما ذكرته.
ونأمل ألا يكون الأمر كذلك, وسماحة المرجع قال أكثر من مرة إن أبناء الشعب العراقي كانوا يعيشون في استقرار وأمن, والجميع متخالط ومتزاوج علي أساس الدين الواحد وليس علي أساس المذهب, ولم تكن هناك هذه الأمور التي جاءت من خارج البلاد.
* من أي البلاد جاءت؟
ــ نحن لا نستطيع أن نوجه الاتهام إلي بلد ممعين, وهناك حرب شعواء علي أبناء هذا البلد.
* ما هو موقفكم من مسألة الميليشيات الموجودة علي الساحة الآن في ظل ما يمارس من عمليات قتل جماعي؟
ــ يجب أن تكون هناك حكومة واحدة وسلطة واحدة, وهناك مواقف لسماحة المرجع منها أن أفراد حماية مكتبه يجب أن يكونوا ضمن الجهاز الحكومي العام وليس خارج إطار الدولة, وعلي الحكومة أن تتخذ القرار المناسب بصدد الميليشيات في ضوء المتغيرات والحاصل في العراق من قتل وإرهاب وتهجير طائفي وإلي آخره, وبالتالي أعتقد أن الحكومة يجب أن تدرس هذه القضية وتضع آلية للتعامل مع هذه الميليشيات كي لا تحدث ردات فعل سواء كانت هذه الميليشيات سنية أو شيعية, وتوقف جميع الميليشيات دون أي استثناء, وسمعنا أن سفير القوات المحتلة في العراق يدرس تأسيس ميليشيات لطائفة معينة, والمحتل هو أول من يشجع علي الطائفية.
* البعض يوجه لوما للمرجعية بأنها لم تدن أعمال القتل التي تقوم بها ميليشيات شيعية ضد أبناء السنة.
ــ أنا أكرر ما قاله سماحة المرجع حينما جاء لزيارته السفير مختار لماني سفير الجامعة العربية, وكان لماني لمح بطريقة أو بأخري بأنه علي المراجع أن توجه الشارع إلي التهدئة, فسماحة المرجع أجابه بقول ملخصه إنه لولا وقفة المراجع قبالة الناس المظلومين الذين ظلموا إبان نظام الطاغية( صدام حسين) والذين مازالوا يظلمون لحد الآن والجميع يشاهد ما يحدث للشيعة حتي هذه اللحظة, حيث قال: لو لم نقف لما بقي شخص جاء بظلم من أي طائفة كانت, والجميع شاهد ما حدث في سامراء, حيث توقع الجميع ألا تبقي سوي طائفة واحدة في العراق, لكن وقفة المرجعية أثرت كثيرا, بالرغم من أن بعض الشباب لم يلتزموا بتمام كلام المرجعية الجميع رأي ما حدث في بغداد, وقيل إن الحكومة سقطت ليوم أو يومين, وبالتالي هناك ردات فعل طبيعية حينما تنتهك المقدسات ولا يعترف بوجودك أو بمقدساتك, وماذا أفعل لشخص قتل أخاه أو زوجته وطفله, لابد أن يقوم بردة فعل.
* لماذا لا توجه المرجعية نداء لوقف المجازر اليومية وسيادة قانون الدولة وليس الفوضي ووقف التهجير؟
ــ في الواقع المرجعيات قامت بدور كبير خلال الفترة الماضية من انتخابات وغيرها من الأمور والمشكلة لم تبدأ من الشيعة, لأنها كانت ردة فعل ومع ذلك لسنا مع وجود السلاح والقتل والعنف المتبادل, نحن مع الهدوء والسلام, وماذا نفعل عندما نري فرق الموت وهي سنية ويقودها شخص ينفذ عمليات باسم الدولة والعمليات التي تنفذ ضد الشيعة في مختلف المدن العراقية, أما بالنسبة للتهجير, فإن من يقومون بهذا العمل لا يسمعون كلام المرجعية, أو غيرها, والمرجعية عامله وتحاول ضبط الأوضاع والتهدئة, لكن ماذا نفعل للشخص الذي لا يتهم بالمرجعية ولا بالإسلام والإنسانية, ونحن نعتقد أن من بدأ بتهجير العوائل الشيعية هو الإرهاب القادم من الخارج, والمرجعية رغم ذلك ليست مع ردات الفعل غير الصحيحة عبر قنوات غير القنوات الحكومة.
* لماذا لا تدعو وتعقد المرجعية بالاشتراك مع الرموز السنية لقاء مشتركا بين الجانبين والإعلان عنه لتهدئة النفوس بين الجانبين, خاصة علي مستوي الشارع؟
ــ نحن ليس لدينا مانع في ذلك ولكن من يسمع ومن الجهة التي يمكن أن تسيطر علي الأمور وتستطيع وقف العنف والإرهاب, وليس كل شيء يقال في الإعلام, لأن هناك شخصيات جاءت وتحاورت ورحب بها, ولكنهم كانوا يقولون إن هذه الجهة أو تلك لا نسيطر عليها, والمرجعية تتدخل وتؤثر علي من تعتقد أنه يستمع إليها, ونحن لا نعلم من يسيطر علي هذه الجماعات, وهناك جماعات تعمل ولا تستمع لعالم سني أو شيعي أو أيا كان, ونحن نعتقد أن أمريكا هي أساس الفتنة, وهي من جاءت بالطاغية وأسقطته وهي التي أدخلت الإرهاب وأفسحت له المجال وفعلت ذلك لنقل المعركة من أراضيها إلي العراق.
* علي ضوء كلامك هذا, وعدم وجود أي جهات يمكن أن تسيطر لوقف الإرهاب والاقتتال العراقي ـ العراقي, ما هي جدوي عقد مؤتمر الوفاق الوطني المقبل؟
ــ سماحة المرجع كان كلامه واضحا لكي يكون المؤتمر ناجحا وألا يكون حبرا علي ورق, حيث لابد أن تكون جميع الجهات التي لديها تأثير علي الشارع العراقي ولها قوة عسكرية ودينية متفقة جميعا علي حل المسألة, ويجب أن تكون هناك قوة تنفذ القرارات وإن لم تكن هناك قوة تنفذ القرارات نعود كما كنا, وإذا لم يتحقق ذلك, فإن الورق يكون أثمن وأغلي من الاجتماعات والقرارات.
* ما هو موقف المرجع من مشاركة المقاومة التي تقاوم المحتل في مؤتمر الوفاق؟
ــ لم أسمع أي تعليق من المرجع علي هذا الأمر.
* ما رأي المرجعية فيما يقال عن وجود جماعات شيعية متطرفة تمارس القتل والاختطاف والتعذيب والاغتصاب بدعوي أن ممارسة هذه الأعمال وانتشار الظلم والقتل والفساد يعجل بعودة الإمام المهدي( المهدي المنتظر) باعتبار أن حدوث ذلك وامتلاء الأرض بالظلم يعجل بالعودة من الغيبة الكبري للإمام المهدي حسب رؤيتهم؟
ــ المرجعية كلامها واضح بأن هذه الفئات ضالة ومضللة باعثة علي الفساد وما أنزل الله بها من سلطان, وترفض هذه الأقاويل, وبالعكس الإمام المهدي وأئمة آل البيت أوصونا علي التقوي والورع والالتزام بوصايا أهل البيت بعبادة الله حق عبادته, والالتزام بمبادئ الدين الحنيف, ولم يأت أهل البيت بهكذا خرافات وخزعبلات, وهذا العمل باطل وآثم ويصل إلي الكفر, وحسب اطلاعنا, فإن هذه الجهات مدعومة من جهات خارجية لإثارة الفتن وتفريق أبناء الشعب العراقي.
* بماذا تطالب المرجعية الدول العربية لإنهاء هذه المأساة؟
ــ نحن نأمل من الجميع وعلي رأسهم دول الجوار ومن يستطيع أن يؤثر ولو علي شخص واحد أن تقف مع هذا الشعب وهذا البلد من أجل أن يستقر, لأنه طالما أن العراق بقي ملتهبا ستلتهب المنطقة أيضا, وحينما يهدأ العراق ستهدأ المنطقة ونطالب الجميع وعلي رأسهم مصر بأن تكون هناك وقفة حقيقية, وأن ينظر إلي الشارع العراقي بما هو عليه وليس النظر إلي ردات فعل المظلومين من أبناء الشعب العراقي.
* هل تري المرجعية أن الفيدرالية للعراق مناسبة في ظل هذه الفوضي الأمنية في العراق؟
ــ مسألة الفيدرالية يجب أن تدرس بصورة صحيحة, وألا تكون أداة لتفريق وحدة العراق, ولا يمكن في الوقت نفسه أن يكون جزء من العراق فيدرالي وجزء غير فيدراليا, كما هو حادث, والمرجعية لا تقبل بفيدرالية المحافظة أو المحافظتين, من الممكن أن يكون هناك إقليم الوسط والجنوب والإقليم الغربي, ويمكن القبول إذا درس وحسب بصورة صحيحة علي ألا تكون هناك مشكلات مستقبلية تؤدي إلي تقسيم العراق.
* هذه الفيدرالية الآن أم بعد استقرار الأوضاع الأمنية؟
ــ هذه القضية قيد البحث والدراسة, والبعض يرجحها الآن لكي تهدأ النفوس ويرون أن التهدئة تأتي من خلال الفيدرالية باعتبار كل شخص يعرف ما يجب عليه وأي منطقة يرعاها ويفكر بها, ثم العراق ككل في النهاية ضمن إداري معين, والبعض الآخر يري أن الوقت ليس مناسبا لها باعتباره يمكن أن يقسم العراق إلي دويلات, وهذه القضية قيد الدراسة, وإذا ضمن أن الفيدرالية لن تؤدي إلي تقسيم العراق لعله ترجح كفة الفيدراليات الثلاث الآن.
